الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرض الأطفال إلى الإغماء دون تشنجات: هل يدل عل الصرع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد...

أود استشارتكم بخصوص حالة ابني -حفظه الله- البالغ من العمر أربع سنوات، وهو -ولله الحمد- يتمتع بصحة جيدة.

لكن قبل عدة أيام وأثناء لعبه كعادته، تعرض لحالة أشبه بالإغماء؛ إذ سقط على الأرض، واشتكى من ألم في ظهره، وظهر عليه اصفرار في الوجه، دون أن يصاحب ذلك أي تشنج في جسمه، ثم استعاد عافيته سريعًا، وهو الآن بصحة جيدة.

هذه الحادثة أثارت فينا القلق، وخشينا أن تكون نذيرًا لمرض الصرع -لا قدّر الله-، خاصة وأن عمه وعمته كانا مصابين به وقد شفيا -بفضل الله-، رغم أنهما لا يزالان يتناولان الأدوية، أما أنا ووالدته: فلا نعاني من هذا المرض.

أرجو منكم طمأنتنا وتوجيهنا، فنحن قلقون جدًا على حالته، ولكم منّا جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى الشفاء والعافية لابنك، وأن يبارك لك فيه، وأن يجعله قرة عين لكم، وهذا الإغماء الذي حدث لابنكم يمكن أن نفسر ذلك بعدة تفسيرات:

- فيمكن أن يكون نوعًا من الانخفاض البسيط في الدورة الدموية، وهذا يحدث، وليس حدوثه دليلًا على وجود مرض خطير، هذا قد يحدث مع الإجهاد، قد يحدث في حالة الشعور بألم ما، أو عند الجوع، وهكذا، فهذا احتمال كبير، وهذه الحالة لا تتطلب أي فحص أو أي إجراءات طبية، لأنها تنتهي تلقائيًا.

- الاحتمال الثاني: هو أن هذا الابن ربما يكون حدثت له إغماءة صرعية بسيطة، وأرجو أن لا تنزعج لذلك أبدًا، لكن كما هو نهجنا هنا في إسلام ويب، أن تكون الأمور دقيقة وواضحة وأمينة.

والحل أمامنا الآن هو أن نترك الأمور كما هي، وأن يراقب هذا الابن، بشرط أن يعيش حياة طبيعية جدًا، ولا تكون هناك حماية مطلقة أو زائدة تُقدم له، فيجب أن يختلط ببقية الأطفال، ويجب أن يلعب ويستمتع بطفولته دون أي قيود.

وإذا حدثت له نوبة أخرى، فلا بد أن يُجرى له تخطيط للدماغ، ويُعرض على طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وإذا كان هنالك أي تغيير في تخطيط الدماغ؛ فسوف يبدأ الطبيب وصف العلاج المناسب له.

الأمر الآخر: هو أن تذهب به الآن، وهذا ربما يطمئنك كثيرًا إلى طبيب تخطيط الدماغ، حتى يقوم بإجراء تخطيط الدماغ الآن، وهذا الفحص فحص بسيط جدًّا، ويوجد في المستشفيات الكبيرة، فإذا كان هناك إمكانية في المنطقة التي تعيش فيها لإجراء هذا الفحص (تخطيط الدماغ)، فهذا سوف يكون خيرًا وحسنًا، وأنا على ثقة كاملة أنه سوف يكون طبيعيًا بنسبة 95%.

وقد قصدت من ذكر هذه الحقيقة (إجراء تخطيط الدماغ) -إذا تيسر ذلك-؛ حتى تطمئن؛ لأنه بالرغم من أن حالة الإغماء التي وصفتها لا تنطبق على مرض الصرع بدرجة كبيرة، ولكن نسبة لوجود تاريخ أسري، فكما ذكرت أن عمه وعمته مصابان بالصرع، ونعرف أنه قد يكون هنالك بعض الاستعداد الوراثي، وأقول: بعض الاستعداد الوراثي وليس الاستعداد الكامل، لأن يجري الصرع في بعض الأسر، وهذه حقيقة علمية لا نستطيع أن نختزلها أو نتجاوزها.

وألخص لك الأمر في: عدم الانزعاج، وأن نترك الطفل يعيش حياة طبيعية، وإذا حدثت له نوبة أخرى لا بد أن يتم إجراء تخطيط الدماغ، أو إذا شئت وكان هذا ممكنًا ومتيسرًا أن تُجرى له الآن تخطيط الدماغ؛ لأن في ذلك طمأنة كثيرة لكم، نسأل الله تعالى أن يكون قرة عين لكما، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً