الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضاك وأستوجب به المزيد من عندك

السؤال

ما حكم الجملة الأخيرة من هذه العبارة المنتشرة: «من ألفاظ المحامد العالية: اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضاك، وأؤدي به شكرك، وأستوجب به المزيد من عندك»؟ ما حكم قول "وأستوجب به المزيد من عندك"؟ وهل يصح عدُّها من ألفاظ المحامد العالية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يبدو لنا أن في العبارة حرجًا، وليس معنى قول القائل في هذه العبارة: وأستوجب به، أنه يستوجبه بالذات، بل مراده أني أستوجبه برحمتك لإيجابك له على نفسك، فقد كتب سبحانه على نفسه الرحمة، وقال: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم: 47].

فليس لأحد عليه حق سوى أنه سبحانه أوجب هذا على نفسه، لمزيد كرمه، وواسع برّه وإحسانه لعباده.

وما أحسن ما قال ابن القيم في هذا المعنى في نونيته الكافية الشافية:
ما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشانِ
كلا ولا عمل لديه ضائعٌ إن كان بالإخلاص والإحسانِ
إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله والفضل للمنان.

وأمّا سؤالك عن وصفها بأنها من ألفاظ المحامد العالية، فليس في ذلك توقيت شرعي، وعلى كل لا حرج في جواز الحمد بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني