الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص نهائيًا من أعراض السيروكسات بعد التحسُّن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أحد الأشخاص الذين كانوا يعانون من اضطرابات الهلع، بالإضافة إلى الرهاب الاجتماعي، وراجعت دكتوراً نفسياً، فوصف لي (سيروكسات) 25 ملي في ديسمبر من عام 2018، وفي تلك الفترة تركت الأغاني والتزمت بعد ذلك، والحمد لله تحسنت نفسيتي بشكل كبير، لدرجة أنني لا أرتبك أمام الآخرين، وتجرأت على إمامة الناس في كثير من الأحيان، حتى صار الأمر يكاد يكون طبيعيًا بالنسبة لي.

منذ خمسة أشهر -تقريبًا- قلَّلت الجرعة إلى 12.5، ولم يتغير شيء، لكنني إذا فوّت العلاج يومًا عن موعده، أشعر بالآثار الانسحابية، فما الطريقة للتخلص من العلاج نهائيًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحمد الله تعالى أن حالتك قد تحسنت كثيرًا، وبالنسبة للـ (سيروكسات، Seroxat) وهل يسبب الإدمان أو التعود؟
هذا أمر دار حوله الكثير من اللغط والنقاش واختلافات الرأي، ونستطيع أن نقول: إنه من الثابت أن السيروكسات ليس من الأدوية الإدمانية؛ لأن من صفات الإدمان أن الإنسان لا يستطيع الحصول على فائدة الدواء إلَّا إذا زادت جرعته، كما أن الإنسان يجد صعوبة كبيرة في التوقف عن تناول الدواء.

ونحن نقول: إن الجزئية الأولى غير موجودة، أي ليس من سمات السيروكسات أنه يتطلب زيادة الجرعة حتى يحصل الإنسان على الفائدة العلاجية، ولكن السمة الثانية قد تكون موجودة، وهو أن التوقف عن الدواء قد يؤدي إلى شعور بالقلق والخوف، وكذلك التنميل في الجسم، وربما دوخة بسيطة قد تحدث لبعض الناس.

من أفضل الطرق للتخلص من الأعراض السلبية للسيروكسات -مثل التي حدثت لك-، بأن تستمر بصفة منتظمة على السيروكسات بجرعة اثني عشر مليجراماً لمدة شهرين، وخلال هذه المدة تكثف من العلاج السلوكي، الذي يقوم على المواجهة، وعلى تحقير فكرة الخوف، وعليك أيضًا بأن تنخرط في ممارسة منتظمة لتمارين رياضية، حيث إن التمارين الرياضية وُجد أنها تقلل كثيرًا من الآثار الانسحابية.

بعد انقضاء فترة الشهرين، أريدك أن تتناول دواء آخر، وهو يُعرف علمياً باسم (فلوكستين، Fluoxetine)، ويُسمى تجارياً باسم (بروزاك، Prozac)، بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، والسبب في ذلك هو أن البروزاك يعمل لدرجة كبيرة على نفس الموصلات العصبية في الدماغ، التي يعمل عليها السيروكسات، ولكن يتميز البروزاك بأن لديه إفرازات ثانوية، تطيل من عمر الدواء في داخل دم الإنسان، لذا لا تحدث أي نوع من الآثار الانسحابية الجانبية، وفي اليوم الذي تبدأ فيه تناول البروزاك ابدأ في تخفيض جرعة السيروكسات لتتناولها يوماً بعد يوم.

إذًا تكون خطة العلاج كالآتي:
- كبسولة واحدة من البروزاك، عشرون مليجراماً يومياً.
- اثنا عشر مليجراماً من السيروكسات، يوماً بعد يوم.
- وبعد انقضاء ثلاثة أسابيع -أي واحد وعشرين يومًا- ابدأ في تناول السيروكسات بجرعة اثني عشر مليجراماً، مرة واحدة كل ثلاثة أيام، واستمر على ذلك لمدة ثلاثة أسابيع أيضًا.
- بعد ذلك -وأنت مستمر على البروزاك- توقف عن تناول السيروكسات.
- وبعد أن تتوقف بالكلية عن تناول السيروكسات، استمر في تناول البروزاك لمدة شهر آخر.
- ثم خفض جرعة البروزاك إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين، ثم توقف عن البروزاك نفسه.

هذه طريقة جيدة ومفيدة، وإن شاء الله لن تحدث لك أي آثار انسحابية من السيروكسات، وختامًا نشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً