الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول البروزاك يفيد في اضطراب النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، واضطراب وقلة النوم، وهو ما يبدو واضحًا دائمًا على وجهي، ولا أستطيع أن أستخدم إلا البروزاك؛ نظرًا للكلفة المادية.

حاليًا أنا مقبل على خطبة وزواج؛ فقد وجدت الفتاة المناسبة، فهل استخدام البروزاك يؤثر على القدرة الجنسية؟ وهل يمكن أن يتحسن نومي باستخدام البروزاك؟

جزاكم الله خيرًا، وجعل أجر وثواب ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وكذلك اضطراب وقلة النوم، وقلة النوم في مثل هذه الحالات يكون مرتبطاً بالقلق النفسي، أو ربما يكون مرتبطاً بعادات غير صحية، فيما يتعلق بالصحة النومية.

قبل أن نتحدث عن الأدوية بالنسبة للرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه، أنصحك بأن تكثر من المواجهات، هذا هو العلاج الرئيسي للرهاب الاجتماعي، وأن تحقر فكرة الخوف، وهذا مهم جدًا، وأن تصحح مفاهيمك، أنصحك بأن تطور مهاراتك الاجتماعية، والتواصلية بصورة غير مباشرة، فمثلاً: وجد أن ممارسة الرياضة الجماعية -ككرة القدم- تساعد كثيرًا في القضاء على الرهاب الاجتماعي، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية، والأعمال الخيرية والتطوعية ترفع من كفاءة الإنسان الاجتماعية، مما يضعف كثيرًا من الخوف الاجتماعي، والمشاركة في حلقات تلاوة القرآن الكريم، ويعطي أيضًا القوة والدافعية لمواجهة الخوف والرهاب.

فأرجو أن تكون حريصًا على هذه الأسس، والأُطر، والمحددات العلاجية السلوكية، التي نراها هامةً جدًا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: هناك دراسات تشير إلى أن البروزاك يمكن أن يعالج الرهاب الاجتماعي بصورة جيدة، ولكن يجب أن لا تقل الجرعة عن أربعين مليجرامًا يوميًا، وتكون البداية هي كبسولة واحدة -أي عشرين مليجرامًا- يوميًا، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفعها إلى أربعين مليجرامًا يوميًا.

أما بالنسبة للتأثير على القدرة الجنسية: فإن هذا الأمر دار حوله الكثير من النقاش واللغط، وهناك حقائق، وهناك بعض الذي ذُكر نعتبره مجافيًا للحقيقة تمامًا.

الشيء المؤكد هو أن البروزاك قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي لدى بعض الرجال، وبعض الرجال أيضًا قد يستشعر ضعفًا جنسيًا بسيطًا جدًا، أو قلة في الرغبة، ولكن هذا يصيب أقليةً بسيطةً جدًا، ويحدث هذا التأثير للذين يراقبون أداءهم الجنسي بيقظة مرتفعة، وهناك دراسات تشير أيضًا أن البروزاك قد حسّن من الأداء الجنسي لبعض الناس، وخاصةً الذين يعانون من القلق.

فإذًا أقول لك: اطمئن لاستعمال البروزاك، ولن يكون مانعًا للزواج أبدًا، وبما أن معظم الذين يعانون من القلق يعانون من سرعة في القذف، فإذًا سوف يكون العائد العلاجي للبروزاك إيجابيًا عليك في هذا الخصوص.

بالنسبة لتحسين النوم: فالبروزاك يحسن النوم بصورة غير مباشرة، وليس بصورة مباشرة؛ وأقصد بذلك أن زوال القلق، والخوف، والرهاب حين يذهب بعد تناول الدواء، فهذا يؤدي إلى تحسن النوم بصورة طبيعية، وأما البروزاك في حد ذاته فلا نستطيع أن نقول إنه دواء منوّم.

أنت مطالب بأن تحسن صحتك النومية، بأن: تمارس الرياضة، وأن تتجنب النوم النهاري، وأن تثبت وقت النوم ليلاً، فيجب أن تذهب للفراش في وقت معلوم، حوالي الساعة التاسعة أو العاشرة مثلاً، ولا تتناول أي منبهات كالشاي والقهوة، وأي مشروب يحتوي على مادة الكافيين، بعد الساعة السادسة مساءً، وكن حريصًا على أذكار النوم، وهذه كلها معينات جيدة لأن ينام الإنسان نومًا هنيئًا.

هناك دواء يعرف تجاريًا باسم (أتراكس Atarax)، ويعرف علميًا باسم: (هايدروكسين Hydroxzine) لا مانع أبدًا من أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام لمدة أسبوعين، أو ثلاثة من أجل تحسين النوم.

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأسأل الله أن يتم زواجك على خير، وأن يجمع بينك وبين زوجتك على خير، ونشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً